قصر طوب قابي: كل ما قد يهمك عنه

قصر طوب قابي

قصر طوب قابي هو قصر أثري يقع في مدينة إسطنبول التركية،^[١] ويعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويمتاز بتاريخه العريق، فكان مقرًا لإقامة السلاطين العثمانيين حتى القرن التاسع عشر بالإضافة إلى كونه المركز الإداري والتعليمي للدولة، بُني قصر طوب قابي الخامس عشر الميلادي بأمر من السلطان محمد الثاني فاتح القسطنطينية (إسطنبول اليوم)، وبحلول خمسينيات القرن الماضي أصبح القصر غير ملائم لمتطلبات احتفالات الدولة فانتقل السلاطين للإقامة في قصر دولما بهجة على مضيق البوسفور.^[٢]

تاريخ قصر طوب قابي

فيما يأتي لمحة عن تاريخ قصر طوب قابي:^[٣]

• يعد قصر طوب قابي من أكبر القصور الباقية في العالم، بُني بأمر من السلطان محمد الثاني بين عامي 1460 و 1478 بعد سنوات من غزو القسطنطينية، وأصبح القصر مقرًا للسلاطين العثمانيين لحوالي أربعة قرون.
• خضع القصر خلال تاريخه إلى عمليات بناء وتحديث وتطوير عديدة، فبعد وفاة السلطان محمد الثاني حكم منه حوالي 30 سلطانًا، قام كل منهم بتوسيعه وتجديده وفق رغباته حتى وصل إلى شكله الحالي الذي يعد مزيجًا رائعًا بين العمارة العثمانية والإسلامية والأوروبية.
• في عام عام 1459 أمر السلطان محمد الثاني ببناء القصر، وقرر أن يتألف من أربعة أفنية محاطة بجدران عالية، إلى جانب فناء للحريم ومساحات خضراء واسعة وأجنحة منوّعة، كما أمر ببناء مسكنه الخاص في أعلى نقطة من القصر، وبالرغم من تحديث القصر لاحقًا من قبل السلاطين الآخرين إلا أن القصر حافظ على تصميمه القديم الذي أمر به السلطان محمد الثاني.
• بين عامي 1520 و 1560 وسّع سليمان القانوني قصر طوب قابي بشكل ملحوظ، ولكن تعرض القصر لحريق كبير عام 1574 مما أدى إلى تدمير بعض أجزائه، ولهذا تم تكليف السلطان سليم الثاني بإعادة بناء وتوسيع الأجزاء المحترقة إلى جانب ترميم الحمامات وغرفة الملكة وجناح الحريم.
• في 3 أبريل عام 1924 تم تحويل القصر إلى متحف، يعد من أشهر متاحف إسطنبول.^[٢]

أقسام ومعالم قصر طوب قابي

يتألف قصر طوب قابي من أربعة أفنية تفصل بينهما بوابة كبيرة صعبة العبور وخاصة بين الفنائين الثالث والرابع لأنهما أكثر خصوصية، وفيما يأتي لمحة عن أقسامه والمعالم الموجودة في كل قسم:^[١]

• الفناء الأول: يسمى أحيانًا بالفناء الخارجي، وهو أكبر فناء في القصر، وكان مكانًا مثاليًا للاحتفالات واستقبال المواكب، ويوجد فيه اليوم ورش عمل الحرفيين من نجارين وخياطين وغيرهم، ويوجد في هذا الفناء كنيسة آيا إيرين التي تتميز بزخارفها وعمارتها الرائعة، وبالرغم من أنها كنيسة في الأصل إلا أنها كانت تستخدم كمستودع للأسلحة خلال الإمبراطورية البيزنطية.
• الفناء الثاني: يُطلق على هذا الفناء اسم ساحة ديفان، كان مركزًا إداريًا للقصر، فلا يمكن دخوله إلا من قبل الزوار الرسميين وأعضاء المحكمة، وكان يوجد بجانبه برجًا عاليًا هو أعلى ما في القصر، يجلس فيه السلطان ليستمع من خلال نافذة إلى ما يجري في الفناء الثاني، دون أن يتمكن أعضاء المجلس والمحكمة من رؤيته، وكان يضم هذا الفناء مطابخ القصر وقسم الحلويات التي يوجد فيها اليوم مجموعة منوعة من الخزف الإمبراطوري.
• الفناء الثالث: يمكن الدخول للفناء الثالث من خلال بوابة فيليسيتي، ويضم هذا الفناء المقر الخاص للسلطان ومدرسة داخلية، وكان لا يسمح لأحد بدخوله سوى السلطان وأفراد عائلته وزواره، واليوم يوجد في هذا الفناء آثار إسلامية، مثل عباءة وسيف وقوس النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وفي وسطه كانت توجد مكتبة السلطان التي انتقلت في القرن العشرين إلى مسجد آغا الواقع بجوار القصر، إلى جانب آثار ومقتنيات ثمينة عديدة من أشهرها أكبر قطعة الماس في العالم.
• الفناء الرابع: يتكون هذا الفناء من حدائق وأجنحة عديدة، وتمتاز حدائق الفناء الرابع بجمالها، خصوصًا وأنها تحتوي على أزهار التوليب الرائعة.
• جناح الحريم: كان هذا الجناح هو مسكن عائلة السلطان، وكان في القرن السادس عشر مقر إقامة السلطان، وقديمًا كان يحرسه العبيد، وكان أكبر جناح فيه هو جناح الملكة الموجود بعد البوابة الرئيسية مباشرة، ويضم الجناح أيضًا حمامًا مخصصًا للسلطان وآخر للنساء، وتم تزيين المساحة المقببة من الفناء ببلاط إزنيق وآيات من القرآن الكريم، وأضاف إليه السلطان أحمد الثالث ما يعرف باسم غرف الفاكهة لأنها مزينة بأشكال الفواكه.
• المتحف: بعد تحويل القصر إلى متحف تم تجديد بعض الأقسام بينما خرجت بعضها عن الخدمة، ولكن يمكن رؤية 15 قسمًا مختلفًا مثل الأفنية والبوابات وبرج العدل، وغرف العرش، والمطبخ، والخزنة الإمبراطورية والكثير من الآثار والمقتنيات الثمينة.^[٤]